الاستحواذ على الكرة ليس مفتاح الفوز دروس من كأس آسيا
2025-10-11 05:22:39
في عالم كرة القدم الحديثة، تسود نظريات تكتيكية تؤكد أن الاستحواذ على الكرة هو الأساس للسيطرة على مجريات المباراة وتحقيق النتائج الإيجابية. يدافع عن هذه الفلسفة مدربون مرموقون مثل بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، لكن بطولة كأس آسيا قدمت لنا أدلة واضحة على أن هذه القاعدة ليست مطلقة.
ففي مباراة السعودية وقطر ضمن منافسات دور المجموعات، قدم لنا المنتخب القطري درساً في الكفاءة التكتيكية والتنفيذ العملي. على الرغم من أن الإحصائيات أظهرت سيطرة سعودية واضحة بنسبة استحواذ بلغت 71.2% مقابل 28.8% فقط لقطر، إلا أن النتيجة النهائية جاءت لصالح الأخير بنتيجة 2-0.
التحليل العميق للمباراة يكشف أن المنتخب القطري اعتمد على استراتيجية مختلفة تماماً. فبدلاً من السعي للسيطرة على الكرة، ركز المدرب فيلكس سانشيز على التنظيم الدفاعي المحكم والانتظار للفرص المناسبة للهجوم المضاد. هذه التكتيكية أثبتت فعاليتها ليس فقط في هذه المباراة ولكن طوال البطولة، حيث حافظت قطر على نظافة شباكها لثلاث مباريات متتالية.
من الجانب الآخر، اعترف المدرب السعودي خوان أنطونيو بيتزي بأن فريقه واجه صعوبة في تحويل الاستحواذ إلى فرص حقيقية، مشيراً إلى “الافتقار للمسة الأخيرة الجيدة في الثلث الأخير”. وهذا يعكس أحد أهم الدروس التي قدمتها هذه المباراة: الأهمية القصوى للكفاءة في التنفيذ والإنهاء بدلاً من مجرد السيطرة العددية.
حتى عنصر الجمهور، الذي يعتبره الكثيرون عاملاً حاسماً، لم يستطع تغيير النتيجة رغم حضور أكثر من 15 ألف مشجع في ملعب مدينة زايد الرياضية بأبوظبي.
ختاماً، تذكرنا هذه المباراة بأن كرة القدم ليست رياضة إحصائيات فقط، بل هي فن التكيف مع الظروف واتخاذ القرارات الصحيحة في الأوقات المناسبة. فالفوز لا يأتي دائماً من يملك الكرة أكثر، بل من يستغلها أفضل.