الجدل الإسباني حول التحكيمريال مدريد يتهم النظام بالفساد
2025-10-12 04:50:18
لا يتوقف الجدل في إسبانيا بشأن التحكيم في كل موسم كروي، حيث تشكو معظم الأندية من تعرضها للظلم ويصل بها الحال إلى التشكيك في نزاهة الحكام. وفي الموسم الحالي (2024-2025)، برز ريال مدريد حامل لقب الليغا كأكثر الأندية شكوى، خاصة بعد مباراته أمام إسبانيول في الجولة الثانية والعشرين، مما دفع النادي الملكي إلى إرسال رسالة غاضبة إلى الاتحاد الإسباني لكرة القدم.
وجّه ريال مدريد انتقادات لاذعة للتحكيم الإسباني، واصفًا إياه بأنه “يفتقر إلى المصداقية”، مع الإشارة إلى وجود ما وصفه بـ”النظام الفاسد من الداخل”. وجاء في الرسالة: “الأحداث التي وقعت خلال هذه المباراة تجاوزت أي هامش للخطأ البشري أو التفسير التحكيمي. ما حدث في ملعب إسبانيول يمثل نظامًا تحكيميًا أصبح بلا مصداقية، حيث وصلت القرارات ضدنا إلى مستوى من التلاعب والتأثير على المسابقة لا يمكن تجاهله”.
ردة الفعل هذه لم تكن وليدة اللحظة، بل أعادت بعض وسائل الإعلام الكتالونية استحضار تصريحات سابقة للحكم المعتزل خافيير إسترادا فيرنانديز، الذي تحدث عن تجربته مع ريال مدريد. وأشارت هذه الوسائل إلى أن تصريحات إسترادا تُظهر مدى تأثير النادي الملكي على لجنة الحكام الإسبانية، حيث تم حرمان الحكم من إدارة مباريات الفريق لمدة عامين.
في تلك التصريحات، استذكر إسترادا كيف عوقب من الاتحاد الإسباني بسبب طرده النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في عام 2009، وهو العام نفسه الذي انضم فيه اللاعب إلى الريال. وكان إسترادا يدير مباراة ريال مدريد أمام خيتافي في الخامس من ديسمبر/كانون الثاني على ملعب سانتياغو برنابيو، حيث فاجأ الفريق الضيف الجميع بتقدمه 2-1 بعد التأخر بهدف سيرخيو راموس، قبل أن يكافح الفريق الملكي للفوز 4-2 في الدقائق الأخيرة.
شرح الحكم إسترادا ما حدث مع رونالدو في تلك المباراة قائلاً: “أحرز كريستيانو هدف ريال مدريد الرابع في الدقيقة 84، وهنا أشهرت البطاقة الصفراء له بسبب خلع قميصه. بعد 4 دقائق، تشاجر مع لاعب من خيتافي فعاقبته ببطاقة صفراء ثانية ثم حمراء”. وأضاف: “لو كنت رأيت المشاجرة بشكل أفضل لكنت أظهرت له البطاقة الحمراء مباشرة، لكن بما أنها كانت البطاقة الثانية، فقد طُرد على أي حال”.
وأشار إسترادا إلى أن طرد رونالدو، الذي كان مستحقًا في رأيه، أثار غضب مشجعي ريال مدريد وتعرض لهجوم عنيف في الصحافة المدريدية. وكانت النتيجة إبعاده عن تحكيم مباريات الريال لمدة عامين كاملين. وقال إسترادا: “كانت الضجة الإعلامية التي أحدثها الطرد في الأيام التالية وحشية. وبسبب هذا الطرد الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة النطاق، فإن اللجنة التي تريد دائما حماية نفسها مما يُكتب، وعلى الرغم من أنني تمكنت من التصرف بشكل صحيح، فقد أمضيت عامين من دون تحكيم أي مباراة لريال مدريد”.
هذه الحادثة تسلط الضوء على استمرار التوتر بين الأندية الكبرى والجهات التحكيمية في إسبانيا، حيث تتصاعد الاتهامات المتبادلة وتتفاقم أزمة الثقة في نظام التحكيم، مما يهدد مصداقية المسابقات الكروية في البلاد.